ارتبط اسم الخليج العربي للنفط بتاريخ طويل من النجاح والتميز كشركة وطنية رائدة في قطاع النفط الليبي ، ونموذج لتطوير العمل والحرص الدؤوب على تحسن مستويات الاداء والبحث عن كبار الشركات والمزودين العالميين من ذوي الخبرة لتحقيق ما تبتغيه من اهداف تجعلها على اعلى مستويات الانجاز .
وبرغم ما واجهته الشركة من صعوبات الا انها تمسكت بمبدأ العمل الوطني المخلص والمتفاني وحققت قفزات متقدمة وطورت من مرافقها ومعداتها وانتاجها وقبل كل ذلك مستخدميها الذي كانوا في مستوى الثقة بل وتفوق المهندسون والفنيون فيها من ابتكار الحلول و التصدي لاكثر المشاكل التقنية تعقيدا ونجحوا في تجاوز كل المعوقات .
ولعل السنوات الاخيرة وما حملته من احداث كانت المحك الحقيقي امام لجنة ادارة الشركة ومستخدميها و هو ما جعل نجاحها محل اشادة محليا ودوليا ووضعها في مكان مميز بقطاع النفط الليبي ومدرسة تزخر بالخبرات في مناهزة الصعاب و الانتصار على كل عوائق بفضل لجنة ادارتها الحكيمة و قدرات مهندسيها وفنييها المخلصين .
وقد وضعت الشركة خطة تطويرية لمزيد من رفع مستويات ادائها ومنها ما حققته في معالجة مشاكل نقص الطاقة الكهربائية اللازمة للإيفاء بمعدلات الإنتاج بحقلي السرير ومسلة حيث استطاعت الشركة معالجة مشكلة مزمنة تمثلت في نقص التغذية الكهربائية المثالية للحقلين وهوما سيساهم في تطوير ورفع انتاج الشركة وتحقيق خططها في معدلات الانتاج.
ويسرد السيد /محمد بالقاسم بن شتوان رئيس لجنة الإدارة بشركة الخليج العربي للنفط كيف بدأ العمل على انهاء مشاكل نقص الطاقة الكهربائية بالشركة قائلا : ( سعت لجنة الإدارة منذ توليها مهامها إلى التغلب على الصعاب والمشاكل المؤثرة على استمرار الإنتاج بالشركة وزيادته، وكانت على رأس هذه الصعوبات عدم توفر القدرة الكهربائية اللازمة بحقول الشركة والمشاكل القائمة بالشبكات الكهربائية منذ سنوات والتي كانت عائقاً في الحصول على معدلات الإنتاج المطلوبة، وكان نتيجة العمل الدؤوب والمستمر والاتصال بالمصنعين أن استطاعت الشركة في شهر مارس 2018 استلمنا ثلاثة توربينات من شركة سولار الامريكية تم تصنيعها خصيصا لشركة الخليج العربي للنفط ، وهذه التربينات بدورها زادت الإنتاج 60 الف برميل تقريبا، فقد كانت الشركة تعاني من ازمة كبيرة في توليد الطاقة الكهربائية و كانت الشركة دخلت في مشروع كبير جدا لتوفير 36 ميجا كان قد ارسي عطاءه على شركة سولار الامريكية ، وهو مشروع يتطلب سنوات طويلة لاتمامه لينهي مشكلة توليد وتوزيع الكهرباء في حقلي السرير ومسلة اكبر حقول الشركة ، وفي هذين الحقلين كانت هناك عدد كبير من الابار مغلقة بسبب عدم توفر التغذية الكافية من الطاقة الكهربائية ومشاكل التوزيع ، وبالنظر الى زمن استكمال مشروع توفير الطاقة الكهربائية والذي يستكمل في 2020 سيكون الانتاج منخفضا طوال هذه الفترة ولذلك كان لابد من ايجاد طريقة سريعة لحل المشكلة الى حين استكمال المشروع الضخم ، فتوجهنا إلى طلب عروض توربينات متنقلة من شركة سولار الامريكية وتلقينا عروض وبعد دراستها والموافقة عليها تم الشروع في التعاقد عليها في 2015 وهذه التوربينات المتحركة يمكن نقلها من حقل الى اخر ، وفي 2016 تم تصنيعها وجلبها الى حقل السرير وادخلت التشغيل في اواخر 2017 وهنا اقول اننا واجهنا بعض الصعوبات في التشغيل من وقود الغاز واعداد بعض التوصيلات الاخرى وبمساعدة ادارات الصيانة وبعض الادارات الاخرى تم تدشينها وتشغيلها في وقت قياسي ما حقق لنا زيادة في معدل الانتاج ونجحنا في هذا الحل المؤقت حتى يستكمل مشروع التوربينات الضخم 36 ميجا والذي سيغطي احتياج السرير ومسلة والان يجري انشاء القواعد والربط والتركيب ونتوقع في شهر مايو 2020 ان يكون جاهز للتشغيل وتكون بذلك قد انتهت مشكلة توفر الطاقة الكهربائية الكافية في حقلي السرير ومسلة ويزداد بالتالي الانتاج اكثر من ماهو عليه الان ، وبالنسبة للتوربينات المؤقتة فيمكن نقلها الى حقل اخر وهي تتميز بالعمل على نظامي 50 و 60 هيرتز .
ويمكن الاستفادة منها في حقول اخرى او حقول مكتشفة مع تميزها بامكانية نقلها لمسافات بعيدة .
ولدينا ايضا في مجال الطاقة مشروع اخر وهو اجراء عمرة كاملة للتوربينات والان تجري عمليات العمرة على احد التربينات التى سبق ان تمت الترسية على شركة أمريكية (Oil & GasG.E) واستمرت عشرة سنوات ولم تتمكن الا من صيانة تريبنة واحدة ولم تكن ناجحة وبعون الله استطعنا الان مع وجود شركة وطنية استطاعت ان تقوم باجراء صيانة وعمرة كاملة ونتوقع مع نهاية هذا الشهر ان نستلم التوربينة وبالتالي ستكون مشكلة الطاقة الكهربائية في شركة الخليج العربي للنفط قد انتهت بالكامل وما يعني تمكننا من زيادة الانتاج وربط الابار ووضع الابار المغلقة على الانتاج وعددها كبير.
ونشكر بالمناسبة كل الإدارات التي ساهمت في متابعة تصنيع وجلب هذه المعدات خصوصا ادارة المالية والامداد والصيانة والعقود والنقل وغيرها من الإدارات حيث نقلت هذه المعدات من ميناء البريقة الى اقصى حقل السرير قاطعة مسافة 600 كم تقريباً، ونشكر حرس المنشات النفطية واللواء فوزي المنصوري امر غرفة عمليات اجدابيا الذي قام بتوفير الحماية ونشكر رجال الامن الصناعي بالشركة وادارة الصيانة في حقل السرير والادارات الاخرى ذات العلاقة وجميع المستخدمين الذين تحملوا عناء التجارب في الصحراء تحت الشمس الحارقة ومن ساهموا في تحقيق هذا الانجاز الذي يضاف الى انجازات الشركة.
ويتحدث السيد/يوسف امريمي مدير إدارة الصيانة بشركة الخليج العربي للنفط عن توريد وتركيب وحدات توليد كهرباء بحقلي السرير ومسلة قائلا :
( عانت شركة الخليج العربي للنفط من مشاكل نقص الطاقة الكهربائية اللازمة للإيفاء بمعدلات الإنتاج بحقلي السرير ومسلة منذ بداية التسعينات الأمر الذي استوجب ضرورة العمل علي ايجاد الحلول السريعة لتلافي نقص الطاقة الكهربائية ، ومن ضمن هذه الحلول اقترح فصل المجمع الإنتاجي رقم 2 بحقل السرير عن شبكة كهرباء السرير ومسلة وتوريد وتركيب وحدات توليد كهرباء متنقلة بقدرة خمسة عشرة ميغاوات لتغذية المجمع المذكور ، ورغم ما تمر به البلاد من ظروف امنية ومالية في غاية الصعوبة وخاصة عدم تواجد الشركات الأجنبية المتخصصة في مثل هذه المجالات فقد استطاعت شركة الخليج العربي للنفط توريد ثلاثة وحدات توليد كهربائية متنقلة بقدرة خمسة ميغاوات للوحدة الواحدة من شركة سولار الأمريكية وتم تركيبها بأيدى وطنية وتدشينها وتشغيليها وبالأستعانة بالشركات المحلية التي لديها الخبرة في تنفيذ مثل هذه المشاريع في زمن قياسي رغم الظروف التي تمر بها مواقع الشركة وحقولها وخاصة مدينة بنغازي المتواجد بها المقر الرئيسي ، وقد ساهمت هذه المولدات المتنقلة بتوفير اكثر من عشرة ميغاوات مما ادي الي زيادة الإنتاج اليومي للشركة بمعدل سبعين الف برميل).
و تحدث السيد/ بوعجيلة سالم مدير عام شركة سولار الامريكية في ليبيا عن تعاونهم مع شركة الخليج العربي للنفط قائلا ( نحن كشركة عالمية لدينا حول العالم 3000 توربين و في ليبيا 102 توربين موجودة في اغلب شركات النفط ونحن نعتبر شركة الخليج العربي من اكبر واهم العملاء وقد قمنا بالتعاون معها في تصنيع و تركيب التوربينات لحقلي السرير ومسلة واقول بشكل سريع لان توريد المعدات يستغرق شهورا لكن تركيبها قد يستغرق من سنة ونصف الى سنتين وما انجزناه هو محطة كهرباء جاهزة وكان حلا سريعا وجذريا وتم التعاقد على شراء ثلاثة تربينات ونفذت في زمن قيلسي وهذا يرجع الى الثقة المتبادلة مع شركة الخليج العربي حيث نفذت الاعمال في خمسة اشهربطاقم ليبي دربته الشركة في امريكا وهم الان يركبون التربينات
إضافة إلى ذلك لدينا في حقل البيضاء ستة توربينات وحقل الحمادة ثمانية توربينات وفي السرير مشروع 2 ترباين بقدرة 25 ميغا لكل واحد )